هيهات أبتاه هيهات - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


هيهات أبتاه هيهات
ريما جميل حسون - 21\01\2010
ها أبي... يا من تعربشت واعشوشبت أوراقك على قلبي مثل شجرة اللبلاب فعطرت بشذاك أركان بيتنا وزرعت الأمل والتفاؤل بيننا، فكانت أيامنا معك كالبساط الأخضر السندسي الزهي، فأنت مفتاح الحياة وزهرة الربيع الجميلة، وبسمة المستقبل المنجلي ما بعد الحياة.
بقدومك أبتاه... يتراقص البيت فرحا ويهلهل لك فاتحا صدره وذراعيه مبشراً إياك بعجزه العزوف عنك.. ففيك ضحكته وفرحته المكبوتة، فكنت دائما في القلب وأنا على تخومه وما علمت أبداً أي تخوم ستبعدني عنك.
كيف لي أن أتصور وما عساي فاعلة كي أكون بقربك؟ أشاركك فرحتك المنقوصة وابتسامة ثغرك الباكية ونزف جرح قلبك الدامي، أخفف من ألمك ولو ببسيط، أرتمي على صدرك حيث ينابيع الحنان... أواسيك وأطبطب على يديك اللتان لطالما دغدغت خداي... أو أعولك برمقة ماء علها تروي ظمأك لي...
مكبلة اليدين أنا.. عاجزة عن القدوم إليك وزيارتك وأنت بأمس الحاجة لي...
غفرانك ثم غفرانك.. أين أنا من عيناك الخضراوتين الواسعتين حيث أطفأت النور عليهن ورحلت...؟
آه أبتاه.. لو تعلم بحالي وما حل بي بغيابك.. بحالك الذي أسرني ونهش قلبي ومزقه إربا وجعلني هشة.. يملأ قلبها وروح روحها الحزن... فعندي بركان من الدموع لا تأبى إلا أن تكون سخية.. ساخطة على نفسها غير راضية لما حل بها من فراق وغربة وقهر... تحاول دائما أن تجد سبيلا حتى ولو في الحلم.. فقد أصبحت فتاة أحلام أنعم برؤيتك عند شروق الشمس وظهور القمر.. أسألهم هل رأيتم اليوم أبي..؟ وأنت أيتها النجوم هل لكم أن تأخذوني إليه ولو لمرة واحده؟... لماذا لا تجيبونني إرحموا قلبي العليل... فإنني سأجعل الريح تأخذ صوتي وصوت قيثارتي التي صنعت أوتارها من شغاف قلبي حتى أصبحت تعزف كالناي الحزين.. تغني ألمي ومأساتي المطوقة التي تأبى أن تعتقني...
في ليلة القدر.. سامعا لي ربي دعائي سأردد سأردد أين أنا؟ السماء تبكي والدي عندما طرحه الفراش وأقعده المرض فكان أسيراً له...
هيهات أبتاه هيهات.. فلا تفصلنا مسافات.. هي ساعة لا ساعات... ولقاء لا لقاءات...
ألقى وجهك وأرمق ثغرك.. غبطة وعناقاً.. فهل يستجيب رب السماوات؟؟؟
هيهات أبتاه هيهات...  

إقرأ أيضاً:

- في عيد الأضحى المرتقب..هل تكون عائلاتهم الأضحية!!